المكر الرّحماني في مواجهة المكر الإبليسي.
الاستمرار في عرض مُعطيات:
يسأل الإمام الصَّادق (ربّما دخلتُ المسجد وبعض أصحابنا يُصلّي العَصر وبعضهم يصلّي الظُّهر، فقال: أنا أمرتهم بهذا، لو صلّوا على وقتٍ واحد لعُرِفُوا فأخذوا برقابهم) .. وروايات أخرى في هذا السّياق.
أنّ القُرآن فيه مُحكم ومُتشابه، وناسخ ومنسوخ، فكذلك سيرةُ أهل البيت عليهم السَّلام وأقوالهم، وأفعالهم فيها مُحكم ومُتشابه وناسخ ومنسوخ.
رواية إمامنا العسكري عليه السَّلام: (ألا لا يُسلّمنَّ عليَّ أحدٌ، ولا يُشيرُ إليَّ بيده، ولا يُومِئ أحدكم، فإنَّكم لا تأمنون على أنفسكم)
في الأحاديث الَّتي تتناول الشّؤونات المهدويّة، هُناك (قانون الأماني).. تحدّث عنه الإمام الكاظم عليه السلام مع عليّ بن يقطين: (يا علي إنَّ الشّيعة تُربى بالأماني منذُ مائتي سنة...)
وقانون الأماني هو أيضاً جزء وتطبيق مِن قانون المكر الرّحماني.
عرض مجموعة من النّصوص الَّتي تتحدّث عن الرّايات الَّتي تخرج قبل ظُهور إمام زماننا عليه السلام.
الرّواية الواردة في مُقدّمة الصّحيفة السّجاديّة:
(ما خرجَ ولا يخرجُ منَّا أهْل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفعَ ظُلْماً، أو يُنعِش حقَّــاً، إلَّا اصطلمتْهُ البليَّة، وكانَ قيامهُ زيادةً في مَكروهنا وشِيعتنا)
(لا أزالُ أنا وشيعتي بخير ما خرجَ الخارجيُّ مِن آل مُحمَّد، ولوددتُ أنَّ الخارجيَّ مِن آل مُحمَّدٍ خرجَ وعليَّ نفقةُ عياله) لكل رواية مِن هذه الرّوايات حيثيّاتُها، ولكن كُلّ ذلك يقع تحت خيمة (المكر الرّحماني).
لو ذهبنا نتتبّع وصايا أهل البيت عليهم السلام لأصحابهم في السّكوت أو في الكلام، وصاياهم لأصحابهم في أن يتحدّثوا بنطاق ضيّق، أو يجلسون في المساجد العامّة ويُحدّثون النّاس.. مواقفهم وطريقة تعاملهم مع سلاطين وحُكّام عصرهم.. مع الفِرَق المُختلفة والمُتضادّة ..
رواية الإمام الباقر بامر جابر الجعفي أن يتظاهر بالجنون في فترة زمانية معيّنة..
الأئمة يستعملون الجان والبشر والملائكة، في مُواجهة المَكْر الإبليسي..[عرض روايات من حديث العترة تُبيّن هذه الحقيقة]:
□ رواية زيد بن عليّ بن الحسين.. حين أراد الخروج لقتال أهل الشّام ..( يا أبا جعفر ما تقول ان طرقكَ طارقٌ منّا أتخرجُ معه؟ فقلتُ له: إنْ كانَ أباكَ أو أخاك، خرجتُ معهُ، فقال لي: فأنا أريدُ أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فأخرج معي....)
□ رواية زيد بن عليّ بن الحُسين مع الفضيل بن يسار في عيون أخبار الرّضا..
(انتهيتُ إلى زيد بن علي عليهِ السَّلام صبيحةَ خرجَ بالكوفة، فسمعته يقول: مَن يُعِينُني مِنكم على قتالِ أنباط أهْل الشَّام...)
أئمتُنا صلواتُ الله وسلامه عليهم كانوا يُؤسّسون لاتّجاهين في نفس الوقت:
كانوا يُؤيّدون بشكلٍ مُباشر وغير مُباشر المجموعات الَّتي تنهض في وجه السّلطة.
وكانوا في الاتّجاه الآخر يأمرون أصحابهم بالتّقية.
وجميع هذه الاتّجهات والمُعطيات ينظمُها خيط واحد وهو قانون المكر.
رسالة الإمام الصَّادق صلواتُ الله عليه إلى زرارة .. وهي رسالة طويلة وغاية في الأهميّة، رسالة تشتمل على حقائق واضحة جدّاً

عرضت على قناة القمر الفضائية
الاثنين 15 ذي العقدة 1436
الموافق 31 / 8 / 2015